للاعلان هنا راسلنا

أخر الأخبار

الأربعاء، 29 مايو 2019

امرؤ القيس

امرؤ القيس ابن حجر الكندي


  (و. 496 - ت. 544)، هو شاعر جاهلي، ويعد من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، من أصحاب المعلقات، وامرؤ القيس لقبه واسمه حُندج أو عديّ، ويقال له الملك الضليل وذو القروح، يُعرف في كتب التراث العربية باسم الملك الضليل و ذي القروح كان أبوه سيد قومه وأمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت كُليب ومُهَلهِل.

 حياته

 ولد امرؤ القيس في ديار بني أَسَد بنجد ونشأ في قبيلة كندة، وهي أسرة ملوك كأسرتي الغساسنة والمناذرة، وكانت ديارها في جنوبي بلاد العرب غربيّ حضرموت، واستقرّ آل حُجر آكل المُرار في نجد، في ديار بني أسد، نحو سنة 480م
توارث آباؤه السيادة على قبيلة بني أسد بنجد، وصار الأمر إلى أبيه حُجر، فكان يأخذ من بني أسد الإتاوة، وكان طاغية جباراً فثاروا به، وامتنعوا عن أداء الإتاوة فسار إليهم فأخذ سَرَواتهم (سادتهم) وضربهم بالعِصيِّ فسُمّوا عبيد العصا، واستباح أموالهم وطردهم من ديارهم فحقدوا عليه وأصابوا منه غِرّة فقتلوه.
لم يكن امرؤ القيس في مطلع حياته يؤخذ بأُبَّهة الملك وشهرة السلطة والحكم، بل شغف بالشعر يصور به عواطفه وأحلامه وبالحياة ينتهب لذائذها. وقد طرده أبوه وخلعه لمجونه وتهتكه ولتشبيبه بنساء القبيلة وتصديه لهنّ، فهام الشاعر على وجهه مع جماعة من الصعاليك وكانوا إذا وجدوا ماء أقاموا عليه يصطادون وينحرون ويحتسون الخمرة ويلهون.
تبدأ مأساة امرئ القيس حين اغتال بنو أسد أباه، فلما علم بالأمر قال:«ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر»، وحلف لا يغسل رأسه ولا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره من بني أسد ويسترجع ملكه الضائع.
أغار امرؤ القيس على بني أسد في حشد عظيم من قبيلتي بكر وتغلب فأدركهم وقتل فيهم قتلاً ذريعاً وأراد الاستمرار في مطاردتهم فتخلى عنه من معه، وكان المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة يخشى أن يستعيد امرؤ القيس سلطانه على بني أسد، فطارد امرأ القيس ومن معه من قبيلة كندة، ولجأ امرؤ القيس ومن معه إلى الحارث بن شهاب اليربوعي، ولكن المنذر تهدده إن لم يسلم إليه الكِنديين، فأسلمهم إليه فقتل منهم اثني عشر فتى.
وتمكن امرؤ القيس من الفرار ولجأ إلى سعد ابن الضِباب الإيادي فأجاره. ولم يزل يتنقل مستجيراً من قوم إلى قوم والمنذر يطارده، وأخيراً لم يجد بداً من اللجوء إلى امبراطور الروم جوستنيان، بوساطة الحارث أمير الغساسنة وهم أعداء المناذرة، وقبل أن يصير إليه رهن دروعه وسلاحه عند رجل يهودي اسمه السَمَوءل كان يقيم في قصر له في بادية السماوة. ولما قدم على جوستنيان أكرمه ونادمه، واستمدّه امرؤ القيس فوعده ذلك، ولكن الشاعر توفي وهو في طريق العودة إلى دياره. ويقال إن الامبراطورـ لوشاية بلغته عنه ـ أهداه حلّة مسمومة لبسها فأسرع فيه السم، وتقرّح جلده ولما صار الشاعر إلى أنقرة ثقل فأقام بها حتى مات، وقد نسجت حول امرئ القيس وأخباره مرويّات كثيرة تختلط فيها الحقيقة بالخيال، ومن المحتمل أن تكون وفاته بمرض الجدري، ومن هنا جاءه لقب ذي القروح

 شعره

 عدّ النقاد امرأ القيس في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، مع النابغة الذبياني وزهير ابن أبي سلمى والأعشى. ونسب النُقاد إلى امرئ القيس أوّليات كثيرة فقالوا إنه أول من وقف على الأطلال وبكى واستبكى، قال فيه ابن سلام الجمحي:«سبق العربَ إلى أشياءٍ ابتدعها واستحسنتها العربُ واتّبعته فيها الشعراءُ: استيقاف صَحبه والتَبكاءُ في الديار، ورقّةُ النسيب، وقرب المأخذ، وشَبّه النساء بالظِباء والبَيض، وشَبّه الخيل بالعِقبان والعِصيّ، وقيد الأوابد ـ أي وصف الخيل بشدة السرعة حتى إن الوحوش تتوقف وكأنها مقيدة والأوابد: الوحش ـ وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب وبين المعنى. وكان أحسن طبقته تشبيهاً»، وقد برع في الوصف وابتكر الكثير من الصور الفنية.
وشعره في الطبيعة صورة صادقة لشجاعته وتشرده وتقلبه من مكان إلى آخر، فهو يصحب الوحوش في الفلوات أو ينصرف إلى الصيد على ظهر جواد أسطوري لا مثيل له في عالم الخيول لحيويته الفائقة وحركته المذهلة التي يسيطر بها على العالم الخارجي فيحجر الوحوش في جحورها ويسدّ عليها منافذ الهرب.
وقد وصف الشاعر الطبيعة الحيّة كالفرس والناقة والثور الوحشي والظليم، وصور الطبيعة الصامتة كالرياح والغيوم وقسوة الصحراء، وحديثه مع الليل يكشف خبايا نفسه المترعة بالهموم، ومن صوره الرائعة في معلقته قوله يصف الليل وقد أسبغ عليه حالته النفسية:
وليل كموج البحر أرخى سُدولَهعليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطى بصُلبهوأردف أعجازاً وناءَ بكَلْكَلِ
ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انجَلِبصبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ
وقوام الصورة عند امرئ القيس، حبه للطبيعة، فمنها المواد والألوان والصدق، فلا مبالغة ولا تصنع في الألفاظ، والمعاني يسوقها في عفوية وإيجاز ودقة. وكان شعره سجلاً لأحداث حياته المضطربة التي امتزج فيها اللهو بمرارة العيش وتقلب الناس والأيام. وهذا الشعر يصور نزعة الشاعر الملكية بما فيها من ترف الأمراء كاصطحاب الطهاة في الصيد وذكر الطيوب وما يشبه ذلك. وللشاعر ديوان محقّق مطبوع في مصر. وقد أقيمت حول هذا الشاعر وشعره دراسات كثيرة متنوعة في القديم والحديث، وأُلفت كتب مقصورة عليه.

قصائده

  • معلقة امرؤ القيس
  • ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
  • خليلّي مرّ بي على أم جندب
  • سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
  • أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ
  • غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ
  • ألا إنّ قَوْماً كُنتمُ أمسِ دُونَهُمْ
  • لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني
  • قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
  • دَعْ عَنكَ نَهباً صِيحَ فيحَجَرَاتِهِ
  • أرانا موضعين لأمر غيب
  • أماويّ هل لي عندكم من معرّس
  • ألما على الربع القديم بعسعسا
  • لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ
  • لمن الديار غشيتها بسحام
  • يَا دَارَ مَاوِيّة َ بِالحَائِلِ
  • ربَّ رامٍ من بني ثعلٍ
  • أيا هِندُ، لا تَنْكِحي بوهَة
  • ألا قبح الله البراجم كلها
  • إن بني عوف ابتنوا حسباً
  • ألا إلا تكن إبل فمعزى
  • ألا يا لهف هُنْدٍ إثْرَ قَوْمٍ
  • كَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى المُعَلّى
  • لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى ضَوْءِ نَارِهِ
  • ابعد الحارث الملك بن عمرو
  • ديمة ٌهطلاءُ فيها وطفٌ
  • أحار عمرو كأني خمر
  • ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطق
  • أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
  • حي الحمولَ بجانب العزلِ
  • جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
  • أجارتنا إن الخطوب تنوب

معلقته

وأشهر قصائده معلقته التي مطلعها:
قِفا نَبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِبسِقْط اللِّوى بين الدَّخول فحَومَلِ
وقد امتازت بأسلوبها الجزل وخيالها البدوي المبتكر وتشبيهاتها الحسية، وفيها رقة النسيب ودِقّة الوصف وبراعة التصوير وفيها جل ما ابتكره امرؤ القيس من المعاني الشعرية، وهي التي عُدّ بها أمير شعراء الجاهلية وفيها نواة للقص الشعري ولاسيما في الغزل. وقد نهج نهجه فيما بعد عمر بن أبي ربيعة وبشار بن برد وأبو نواس. والمعلقة نحو ثمانين بيتاً من البحر الطويل، وقد ترجمت إلى اللاتينية والفرنسية والروسية.
وغزله مزيج من وصف وقصص وحوار بلغة موسيقية حافلة بالتصوير، وهو يسهب في وصف جمال المرأة، وغزله يتسم بصراحته وواقعيته. وقد يجمع شعره المناجاة والعتاب والرجاء والعزّة والرّقة في آن واحد.
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزلبسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَلما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِهاوقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوالدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْيقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌفهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلهاوجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةًعَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالحولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
ويوم عقرتُ للعذارى مطيتيفيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمهاوشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزةفقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاًعقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُولا تُبعديني من جناك المعللِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍفألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُبشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرتعَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدللوإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌفسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِليوأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبيبسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤهاتَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراًعليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضتتعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَهالدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌوما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَناعلى أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحىبنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلتعليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُهانَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍغذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقيبناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِشإذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍأَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلاتَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وكشح لطيف كالجديل مخصروساق كأنبوبِ السقي المُذلل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُأساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنهامنارة ُ ممسى راهب متبتل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشهانؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابةإذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِباوَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُهنصيح على تعذَاله غير مؤتل
وليل كموج البحر أرخى سدولهُعليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبهوأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَليبصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُبكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
كأن الثريا علِّقت في مصامهابأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِهابِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاًكَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِكَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونىأثرنَ غباراً بالكديد المركل
على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُإذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواتهوَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُتقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةوإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
كأن على الكتفين منه إذا انتحىمَداكَ عَروسٍ أوْ صَلاية َحنظلِ
وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُوباتَ بعيني قائماً غير مرسل
فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَهعَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينهبجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُجواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍدِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
وظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍصَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسهمتى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحرهعُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجهبضاف فويق الأرض ليس بأعزل
أحار ترى برقاً أريك وميضهكلمع اليدينِ في حبي مُكلل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍأهان السليط في الذَّبال المفتَّل
قعدت له وصحيبتي بين حامروبين اكام بعدم متأمل
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقةيكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلةوَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ
كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ًمن السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِكَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُنزول اليماني ذي العياب المخوَّل
كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةًبِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِوَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
 
 
 

تاثيره الثقافي 

 
 
 مثله مثل باقي شعراء مايُعرف بالعصر الجاهلي، فالدلائل المادية عن وجوده التاريخي تكاد تكون معدومة لإن الثقافة التي حافظت على هذا الإرث كانت ثقافة شفهية وأول جهود تدوين الشعر الجاهلي بدأت في القرن الثاني والثالث بعد الإسلام أقدم الإخباريين العرب الذين أشاروا لإمرؤ القيس كان ابن السائب الكلبي وهناك أربع روايات شفهية تم تدوينها عن حياته وقد أشار مؤلف كتاب الأغاني إلى ذلك الغالب ان امرؤ القيس كان شخصية حقيقية لإن لمحات من روايات الإخباريين موجودة في الكتابات البيزنطية الكلاسيكية، فجده الحارث بن عمرو الكندي مذكور ووجوده مؤكد في كتابات البيرنطيين. يذكر البيزنطيين شخصا قريبا للحارث بن عمرو اسمه كايسوس كان ملكا على قبيلة كندة ومعد  ولكن التاريخ الحقيقي لهذا الشاعر غارق في الأسطورة ومن أبر آثاره أنه نقل الشعر العربي لمستوى جديد  وتخليده لقبيلته في الذاكرة العربية  ولا زال يعتبر من أعظم الشعراء العرب الجاهليين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق