امرؤ القيس ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
|
ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي
وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إِلاَّ سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
قليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بأَوْجَالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أَحْدَثُ عَهدِهِ
ابوَادي الخُزَامى أوْ على رَسِّ أوْعالِ
لَيَاليَ سَلْمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّبًا
يُضِيءُ الفِراشَ وَجْهُهُا لِضَجِيعِها
كمِصْبَاحِ زَيتٍ في قناديلِ ذُبَّال
كأنَّ على لَبَّاتِها جَمْرَ مُصْطَلٍ
أصابَ غَضًى جَزْلاً وَكُفَّ بأَجْذَالِ
وَهَبَّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلةٍ
إذا ما الضَّجيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيَابِها
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
لَطِيفَةُ طَيِّ الكَشْحِ غيرِ مُفَاضَةٍ
تَنَوَّرْتُها مِن أذرعاتٍ وأهلُها
بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
نَظَرْتُ إليها والنُّجومُ كأَنَّها
سَمَوتُ إليها بعدَ ما نامَ أَهْلُها
فقالتْ سَبَاكَ اللهُ إِنَّك فَاضِحي
فقلتُ يمينَ اللهَ أبرحُ قاعدًا
حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فَاجِرٍ
فلمَّا تَنَازَعْنَا الحديثَ وأَسْمَحَتْ
هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيَّالِ
وَصِرْنا إلى الحُسْنَى وَرَقَّ كلامُنا
فأصبحتُ مَعْشُوقًا وأصبحَ بعلُها
يَغُطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِنَاقُهُ
أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي
وَمَسْنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ
وليس بذي رُمْحِ فَيَطْعَنَنِي بِهِ
أَيَقْتُلُنِي وقد شَغَفْتُ فؤادَها
وقد عَلِمَتْ سَلْمَى وإنْ كان بَعْلَها
بأنَّ الفتى يَهْذِي وليس بِفَعَّالِ
وماذا عليه أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا
كَغِزْلانِ رَمْلٍ في مَحَارِيبِ أَقْيَالِ
وبيتِ عَذَرَاى يومَ دَجْنٍ وَلَجْتُهُ
سِبَاطِ البَنَانِ والعَرَانِينِ والقَنَا
نَوَاعِمَ يُتْبِعْنَ الهوى سُبُلَ الرَّدَى
صَرَفْتُ الهوى عَنْهُنَّ مِن خَشْيَةِ الرَّدى
كأنِّي لم أَرْكَبْ جوادًا لِلَذَّةٍ
ولم أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ
ولم أَشهدِ الخَيلَ المُغِيرةَ بالضُّحى
سَليمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسَا
وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ مِن الوَجَى
وقد أغتدي والطَّيرُ في وُكُنَاتِها
تَحَامَاهُ أطرافُ الرِّماحِ تَحامِيًا
بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيَ لحمَها
ذَعَرْتُ بِها سِرْبًا نَقِيًّا جُلودُهُ
كأنَّ الصُّوارَ إذ تَجَهَّدَ عدوَه
فجالَ الصُّوارُ واتَّقَينَ بِقَرْهَبٍ
فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثورٍ ونعجةٍ
كأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةٍ
تَخَطَّفُ خِزَّانَ الشَّرَبَّةِ بالضُّحى
كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ رَطْبًا ويابِسًا
فلو أنَّ ما أسعى لأَدْنَى مَعِيْشَةٍ
ولكنَّما أسعى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ
وما المَرْءُ ما دامتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ
بِمُدْرِكِ أطرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ
الشاعر امرؤ القيس:
(و. 496 - ت. 544)، هو شاعر جاهلي، ويعد من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، من أصحاب المعلقات، وامرؤ القيس لقبه واسمه حُندج أو عديّ، ويقال له الملك الضليل وذو القروح، يُعرف في كتب التراث العربية باسم الملك الضليل و ذي القروح كان أبوه سيد قومه وأمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت كُليب ومُهَلهِل المزيد عن حياته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق